الإعلامي خالد سالم يكتب عن تجربة نجاح إسمها طارق فايد

انه من الطبيعي ارتباط الناس بالنجوم في الفن والإعلام، أو حتى في الطب، فهؤلاء يلمسون حياتنا اليومية بشكل مباشر. لكن أن يرتبط الناس بشخصية اقتصادية، برجل أعمال، بقيادي مصرفي، فهذا نجاح من نوع فريد، نجاح لا يُقاس بالأرقام والمؤشرات فحسب، بل بالأثر الإنساني والقدرة على ترك بصمة في وجدان المتعاملين.
لم أكن أعرف الأستاذ طارق فايد عن قرب، لكن تجربتي معه كانت كفيلة بأن تجعلني أدرك لماذا يحظى هذا الرجل بكل هذا التقدير. طوال حياتي تعاملت مع بنك القاهرة، فقد كان والدي رحمه الله، الأديب محمد السيد سالم، من رواد القصة القصيرة في مصر، يحتفظ بحسابه البنكي هناك. أعترف أنني لم أكن مرتاحًا لشكل التعاملات في ذلك البنك، ولا لأسلوب موظفيه، وظلت هذه الصورة عالقة في ذهني لسنوات.
بعد وفاة والدي، ذهبت أنا وإخوتي لاستلام التركة، لكن حدثت مشكلة في بعض الإجراءات. بحثت في هاتفي فوجدت رقم الأستاذ طارق فايد، رئيس مجلس إدارة البنك آنذاك، فأرسلت له رسالة على الواتساب بتفاصيل المشكلة، وعرّفته بنفسي، وشكرته على الطفرة التي وصل إليها البنك من التحديث والتطور.
لم أكن أتوقع أن تكون هناك استجابة، فما بالك باستجابة بتلك السرعة! فوجئت باسم الأستاذ طارق فايد يظهر على هاتفي. صوت قيادي رائع، ملؤه الثقة والاحترافية: “أهلا وسهلا الإعلامي خالد سالم، نتشرف بحضرتك في بنك القاهرة، خلال دقائق سيتم حل مشكلتك”. وبالفعل، وجدت كل طاقم الفرع يبحثون عني، وتم تذليل كل الصعاب في وقت قياسي.
هذا هو طارق فايد، الرجل الذي لا يكتفي بإدارة المؤسسات من مكتبه، بل يعيش تفاصيل العمل المصرفي بكل جوانبه، ويدرك أن العميل ليس مجرد رقم حساب، بل إنسان له احتياجاته ومشاعره. افتقدناه في بنك القاهرة، ونتمنى له كل التوفيق والنجاح في إدارته للمصرف المتحد.
مسيرة حافلة بالإنجازات.
يمتلك فايد خبرة مصرفية تمتد لأكثر من ثلاثة عقود في السوق المحلية والإقليمية والدولية، حيث شغل العديد من المناصب القيادية داخل مصر وخارجها. عمل لأكثر من عشر سنوات بالبنك المركزي المصري، ثم تولى قيادة بنك القاهرة لنحو سبع سنوات نجح خلالها في إعادة تموضعه بالسوق وتحقيق معدلات نمو غير مسبوقة.
تنقل فايد بين مؤسسات مصرفية كبرى منها المصرف العربي الدولي، حيث تولى رئاسة مجموعة إدارة المخاطر، إضافة إلى عمله بمجموعة سامبا المالية السعودية ضمن فريق مراجعة الائتمان، فضلًا عن شغله منصب نائب رئيس للتمويل والاستثمار في سيتي بنك بالإسكندرية والدلتا، إلى جانب خبراته السابقة بالبنك المصري الأمريكي. كما شارك بعضويته في مجالس إدارات مصرفية متعددة منها بنوك مصر، المصرف المتحد، والبنك الرئيسي للتنمية والائتمان الزراعي.
تأهيل أكاديمي ومهني متميز
تخرج فايد من كلية التجارة بجامعة عين شمس عام 1989، وحصل على عدة شهادات متخصصة في الائتمان وإدارة المخاطر، إضافة إلى برامج تدريبية متقدمة من مؤسسات دولية مرموقة مثل بنك التسويات الدولية، والاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، ومعهد الاستقرار المالي، والبنك المركزي الألماني.
من المنتظر أن يقود فايد استراتيجية المصرف المتحد خلال المرحلة المقبلة، مع تركيز خاص على تعزيز الخدمات الرقمية، وتوسيع قاعدة العملاء، وتعميق دوره في دعم الشمول المالي والتمويل المستدام، بما يتماشى مع توجهات القطاع المصرفي المصري وخطط الدولة للتحول الرقمي.
طارق فايد ليس مجرد مصرفي ناجح، بل هو نموذج للقائد الذي يجمع بين الكفاءة المهنية والحس الإنساني، وهذا ما يجعله نجمًا حقيقيًا في عالم الاقتصاد والمال، عالم نادرًا ما يفرز نجومًا يحبهم الناس ويتعلقون بهم.
نتمنى له دوام التوفيق والنجاح في مساره الجديد، ونثق أن المصرف المتحد سيشهد نقلة نوعية تحت قيادته الحكيمة.