وأنت بتابع الهجوم اللي شغال دلوقتي في الإعلام الإنجليزي على علاء عبد الفتاح، تحس إنك داخل فيلم غريب شوية.
نفس الراجل اللي كان وهو في مصر “أيقونة حرية”، و”رمز نضال”، و”ضمير العالم”، ولازم يخرج ومطالبات حقوقيه ع الرغم من خطابه التحريضى الدائم أول ما وصل بريطانيا… بقى فجأة “إشكالي”، و”محرج”، و”تصريحاته القديمة خطر”.
طب هو اتغير؟ ولا المكان هو اللي غير القصة؟ الطريف بقى إن نفس الإعلام اللي كان بيزعق: «حرية.. حقوق إنسان.. إفراج فوري»، هو نفسه اللي دلوقتي بيقلب في الأرشيف، ويطلع بوستات قديمة، ويقولك:“آه بس… إحنا مقصدناش النوع ده من النشطاء”.
يعني وهو في مصر:– لا تسأل عن أفكاره– لا تناقش لغته– لا تراجع تطرفه الفكريالمهم إنه مظلوم، لكن وهو في بريطانيا بقي !!!!
لا لا… استنى بقى، نراجع، نحاسب، نشوف قال إيه سنة كام، وكتب إيه وهو غضبان.
ما هى مش سايبه هى الحقيقة إن مصر خلصت من الملف ده بذكاء شديد.. لا عملته بطل، ولا شيطان، ولا دخلت في جدال مع حد.
الملف اتقفل، والراجل خرج، والكرة بقت في ملعب اللي كانوا بيصرخوا باسمه.
وفجأة اكتشفوا إن الدفاع عن المظلوم سهل…إنما العيش مع أفكاره عندهم حاجة تانية خالص.. اللي بيحصل دلوقتي في بريطانيا مش دفاع عن قيم، ده ارتباك.
ارتباك واحد كان حلو قوي وهو بعيد، بس أول ما قرّب بقى تقيل على الخطاب، محرج للحكومة، وصداع للإعلام.
فى النهاية علاء عبد الفتاح كان رمز بالنسبه لهم وهو في مصر، لكن في بريطانيا… طلع إن الرمز لما يقرب، بيبان إنه بني آدم بأفكار، والأفكار دي ساعات بتطلع مش على مزاج اللي دافعوا عنه سنين، لأنها هتخوفهم وتهددهم.


