لما تجوزوا بناتكم… اختاروا ليهم صح وإلّا خليّهم في بيتكم وحضنكم البنت هي قُرّة العين، فرحة أهلها، والحِتّة الرقيقة اللي اتربّت على الأمان والحب. يوم جوازها مش مجرد مناسبة اجتماعية، ده يوم تسليم أمانة.. يوم الأب والأم بيسلموا بنتهم لراجل المفروض يكون سند وضل وراحة.
لكن الحقيقة إن مش كل باب بيتفتح على خير، ومش كل قلب يستاهل بنتكم.
كم من بنت خرجت من بيت أهلها بـ زفة وفرح، ورجعت بدموع وكسرة، لا من سوء حظها.. بل من سوء اختيار أهلها.
الاختيار الصح مش شكل ولا شغل ولا شبكة.. ولا فلوس الاختيار الصح “طباع وأمان”.
اللي هيتجوز بنتك مش بس زوج، ده شريك مستقبلها، ووالد ولادها، واللي هتشوف معاه الضحكة والحزن، القوة والضعف.
اختاروا الراجل اللي يعرف قيمة البيت، اللي يسمع قبل ما يزعّق، ويحتوي قبل ما يكسر.
مش كل راجل راجل.. ومش كل بيت بيت.
بلاش تبقوا من الناس اللي تقول: “هيتغير ، هيتعدل بعد الجواز”.
الحقيقة إن اللي بيتغير بعد الجواز — غالبًا — هو البنت، مش هو.
الجواز مش ستر لو كان فيه قهر.ستر البنت يبقى في بيت تأمن فيه، مش بيت ترجع منه محمولة على وجع أو خوف أو إذلال او نعش
ستر البنت مش كلمة نقولها، ده فعل.. فعل اختيار صح، وفعل حماية وقت الخطر.
ولو الظروف مش جاهزة، ولو العريس مش مناسب، ولو قلبكم مش مطمّن…
سيبوها في بيتكم. والله بيت الأب أرحم من ألف رجل ما يعرفش قيمتها.
البهدلة مش قدر.. البهدلة نتيجة اختيار غلط.اختيار العريس مش حاجة والسلام ولا هروب من لقب “اتأخرتي”.وكبرتى ده مستقبل، وبيوت، وقلوب.
وده عمر لو اتكسر مش سهل يتصلّح.
يا كل أب وأم…
اسألوا على أخلاقه قبل جيوبه، على طبعه قبل منصبه، على كلام الناس عنه قبل كلامه هو عن نفسه.
اسألوا لو بيعرف يحترم الست ولا لأ… لأن اللي ما يحترمش الست ، مستحيل يحترم بنتكم.
ولو لقيتوا أصغر علامة خطر اقفلوا الباب.
الدنيا مش ناقصة وجع قلوب جديد.
فى الاخر لما تجوزوا بناتكم، اختاروا ليهم صح.
ولو مش لاقيين الصح… خليهم في حضنكم، في بيتكم، بين ناس يعرفوا قيمتهم.
الست مش ناقصة “تتجوز والسلام”، الست محتاجة “راجل بحق”، مش بس لقب.
بناتكم مش تجربة… دول روحكم.
والروح ما تتحطّش في إيد حدّ مش قدّها.


